شبكه الاسراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قمه فى التميز
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السهم المسموم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ahmed
عضو فضى
عضو فضى
ahmed


المساهمات : 348
تاريخ التسجيل : 30/09/2007
العمر : 38
الموقع : alesraa.ahlamontada.com

السهم المسموم Empty
مُساهمةموضوع: السهم المسموم   السهم المسموم Emptyالجمعة أكتوبر 19, 2007 8:49 am

السهم المسموم

أيها الأخ الكريم ، يامن جعل رضى ربه أسمى هدف ، والفوز بالجنة أكرم غاية ، والنّجاة من النّارأعظم مرغوب ممتثلا بذلك أمر ربك إذ يقول ـ جل شأنه ـ :{ وَمَا خَلَقْتُ الجنَّ والإنسَ إلاليعبدُونَ
} .
أخي المسلم ، إن في جسدك عضوا صغير الحجم ، بقدر مضغة الطعام ، جليل القدر هو في جسدك كالملك المتصرف في الجنود ، التي تصدر كلها عن أمره ، ويستعملها فيما يشاء ، فكلها تحت سيطرته وقهره ، وتكتسب منه الاستقامة والزّيغ ، وتتبعه فيما يعقده من العزم أو يحله ، فإن صلح صلح الجسد كله ، وإن فسد فسد الجسد كله ، فهل عرفت هذا العضو الخطير إنه القلب ذلك الملك المتربع بين حنايا صدرك
!.
إذا عرفت منزلة القلب ، وأن صلاحه صلاح لسائر جسدك ، وفلاح لك في دنياك وآخرتك ، وسعادة دائمة في الدارين ، والسّعادة مطلب عزيز . وأن فساده فساد لسائر جسدك ، وخراب لدنيك وآخرتك ، وشقاء وعيشة نكدة في الدارين
.
يقول سبحانه وتعالى :{ أوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لهُ نُورًا يمشي بِهِ في النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ في الظُّلُمَاتِ لَيسَ بخَارِجٍ منهَا } [الأنعام:122] ففي هذه الآية تصوير عجيب لحال القلب الصّالح الحي ، وحال القلب المظلم
.
وإن هذه العقيدة تنشيء في القلب حياة بعد الموت ، وتطلق فيه نورا بعد الظلمات حياة يعيد بها تذوق كل شيء ، وتصور كل شيء ، وتقدير كل شيء بحس آخر لم يكن يعرفه قبل هذه الحياة ... هذه التجربة لاتنقلها الألفاظ ، يعرفها فقط من ذاقها ، والعبارة القرآنية هي أقوى عبارة تحمل حقيقة هذه التجربة ” (1)
فالقلب الحي إذا عرضت عليه القبائح نفرمنها بطبعه وأبغضها ، ولم يلتفت إليها بخلاف القلب الميت ، فإنه لايفرق بين الحسن والقبيح ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه
(( هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف وينكر به المنكر ))(2)
أخي الكريم ، إن القلب الصّحيح هو القلب السّليم الذي لاينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به فهو شرط الفلاح والفوز في ذلك اليوم العظيم قال ـ سبحانه وتعالى ـ :{ يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
} .
والسّليم هو الذي سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره
.
والقلب الصّحيح السّليم : ليس بينه وبين قبول الحق ومحبته وإيثاره سوى إدراكه فهو صحيح الإدراك للحق ، تام الانقياد والقبول له
.
والقلب الميت القاسي : لا يقبله ولا ينقاد له
.
والقلب المريض : إن غلب عليه مرضه التحق بالميت القاسي ، وإن غلبت عليه صحته التحق بالسّليم ، فهذا القلب له حياة وبه علة ففيه من محبة الله سبحانه وتعالى والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه ماهو مادة حياته ، وفيه من محبة الشّهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها والحسد والكبر والعجب ، ماهو مادة هلاكه ، وهو ممتتحن بين داعيين : داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة ، وداع يدعوه إلى العاجلة ”
(4)
أخي المسلم ، إذا عرفت هذه الأمور من أحوال القلوب ، وأن نجاتك يوم القيامة مشروطة بسلامة قلبك، فيجب عليك حينئذ أن تعتني بقلبك أتم العناية ، فتعرف مايدخله من الخواطر ، وتحفظ النّوافذ الموصلة إليه من كل مايضعفه ويمرضه، وأن أعظم نافذة على قلبـك وأخطـر منفـذ إليه هو العين فالعين رائد القلب وهي منظاره التي يرى بها المحسوسات
.
وأنت ترى مايرتاد الأسواق من النّساء المتبرجات ، المائلات المميلات، اللاتي استعان بهن الشّيطان على فتنة الخلق ، فكنَّ من خُلَّص جنده وأعوانه ، والنّساء فتنة أي فتنة ، قال صلى الله عليه وسلم :
(( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ ))
وقـال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
(( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ )) (6)
وكن على ذكر من قول سلمان الفارسي رضي الله عنه :
((لاتكونن ـ إن استطعت ـ أول من يدخل السّوق ولا آخرمن يخرج منه ، فإنها معركة الشّيطان ، وبها ينصب رايته فالشّيطان قد حط رحله في السّوق ، وجمع جنده وأعوانه ليوقع عباد الله في مساخط الله ، حتى يكونوا تبعا له في الدنيا والآخرة ، فأدار المعركة عليهم ورفع رايته ، فمن اتبع خطواته ساقه أمامه ، ومن تذكر ربه ، وكف جماح نفسه نجا بإذن الله .
أخي المسلم ، إن أعظم نافذة ينفذ منها الشّيطان إلى قلبك هي العين فهو يزين لها المشاهد ، حتى تنقلها إلى القلب ، فهي رأس الحواس ، وأخوف حواسك عليك ، وأقربها إلى الاستيلاء على عقلك وقلبك
.
والعين رائد القلب ، وهي مبدأ الزّنا والعياذ بالله فحفظها مهم ، وإن كثيرا من النّاس يستهين بإطلاق نظره في المحرمات ، والآفات كلها منه تنشأ ، فمن أطلق نظره أورد نفسه موارد الهلاك ، وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه ، وهومـن هو عفـة وتقـوى وهدى :
(( يا علي لاتتبع النظرة النّظرة ، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة )) )
فالنّظرة الأولى خاطفة ، وليس لها أثر ، أما الثّانية فإن القلب ينتبه ، والشّيطان يعتور القلب حتى يمكن تلك النّظرة منه فتستقر الصّورة فيه ، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
(( إِنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ ))فكيف بالقلب!!
وقال جرير رضي الله عنه :
((سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي)))
فالنّظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فإن النّظرة تولد الخطرة ، والخطرة تولد فكرة ، ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشّهوة إرادة ، وقد قيل : الصّبر على غض البصر ، أيسر من الصّبر على ألم ما بعده ، ولهذا قال الشّاعر
:
كل الحوادث مبداها من النّظـر ومعظم النّار من مستصغر الشّرر
كم نظرة بلغت في قلب صاحبها كمبلغ السّهم بين القوس والوتـر
والعبد مادام ذاطرف يقلبه في أعين الغيد موقوف على الخطــر
يسر مقلته ماضر مهجته لامرحبا بسرور عـاد بالضـــــرر

أيها المسلم : “من قارب الفتنة بعدت عنه السّلامة ، ومن ادعى الصّبر وُكِل إلى نفسه ، وربَّ نظرةٍ لم تناظَر()، وأحق الأشياء بالضبط والقهر اللسانُ والعينُ
:
فـتـبصر ولاتَشَـم1)كلَّ برقٍ رب برق فيه صواعـق حَيْـن)
واغضض الطرف تسترح من غرام تكتـسـي فيه ثوب ذل وشين
فبلاء الفتى مـوافقـة النّفــ ـس وبدء الهوى طموح العــين)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السهم المسموم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكه الاسراء :: القسم الاسلامى :: منوعات اسلاميه-
انتقل الى: